خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الوهم الـمشروع والوهم المردود

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. صلاح جرّار

لا يخلو أحدٌ من الناس مهما بلغ علمه ومعرفته وتمكّنه من اختصاصه من الوقوع في الأوهام التي قد تلازمه سنواتٍ وربّما عقوداً طويلة، ولا أرى في ذلك ضيراً عليه، لأنّه لا أحد من الناس معصوم عن الخطأ، والوهم مصدرٌ أساسيّ من مصادر الوقوع في الخطأ، ولا يجوز أن يحكم على الشخص بالجهل إذا وقع في خطأ هنا أو خطأ هناك نتيجة وهم لم يكتشفه أو لم يصححه له أحد من معارفه، إلاّ إذا كثرت أوهام الشخص وكثر وقوعه نتيجة ذلك في الخطأ، ففي هذه الحالة لابدّ من أن يؤاخذ على أخطائه وقد يصحّ حينها أن يوصم بالجهل، ولا سيّما إذا كانت أخطاؤه ممّا يخالف قاعدة مشهورة أو يناقض حقيقة معروفة، فمثل هذه الأخطاء ليست ممّا تغفر لمقترفها أو يسكت عليها.

أمّا الأخطاء التي يمكن غضّ الطرف عنها فهي ممّا يعرض نادراً لمن يقع فيها، أو ممّا ينجم عن وهمٍ له وجه من الوجوه أو التباس أو سبب من الأسباب. ومن الطبيعي أن يقع المتخصّص في اللّغة العربيّة مثلاً في أخطاء في اللّغة حتّى لو كان من أوسع الناس معرفة في اللّغة، فيخطئ واهماً في ضبط كلمة أو أحد حروفها، ولا يكاد يسلم من هذا اللّون من الأخطاء أحدٌ، ولا سيّما في الكلمات قليلة الشيوع على الألسنة، مثل عبارة حمارّة القيظ، فإنّ كثيراً من الناس ومنهم المتخصّصون يتوهمون أنّها بتشديد حرف الميم، بينما هي بتشديد حرف الراء. وقد يكون مصدر الخطأ الناجم عن الوهم سماعه من وسيلة إعلام مشهورة أو من معلّم لا يشكّ أحدٌ بمعرفته.

ومن الناس من إذا نبّهه أحدهم إلى خطئه شكر له فضله وأخذ بما أشار به عليه، وبذلك تزداد معرفته يوماً عن يوم ويتقلص مقدار أخطائه وأوهامه باستمرار، لأنّ العالم الحقيقي هو من يتعلّم من الخطأ مثلما يتعلّم من الصواب. ومن الناس أيضاً من إذا نبّهته إلى خطئه تشبّث به وأبى الاعتراف به واستمات في الدفاع عنه، وهذه ليست من أخلاق العلماء.

وما دامت مصادر الأخطاء والأوهام التي يقع فيها الناس خارجة عن إراداتهم وتأتي غالباً ممّن يسمعونه أو يتعلّمون على يديه أو يخالطونه وهم ليسوا كلّهم ممّن يمكن الوثوق بهم ثقة مطلقة، فإنّ على الإنسان وخاصّة المتعلّم أن يراجع معلوماته بين الحين والآخر ويحاول التأكّد من صحّتها وسلامة مصادرها.

وفي هذه الحالة فإنّ على الدولة أن لا تقصر في تأهيل من يعتمد الناس عليهم في معلوماتهم كالمعلمين والآباء ووسائل الإعلام وغير ذلك، وعلي متتبعي الأخطاء البسيطة والنادرة للناس أن يلتمسوا لهم الأعذار ولا يبالغوا في اتهامهم بالجهل واقتراف الكبائر.

[email protected]
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF